الشكلاطة المخبأة ورائها سر، فقد قُمت كالعادة صباحًا على صوت المنبه، توضأت وصليت، وأثناء الإفطار وضعتُ الشكلاطة في الحليب، ولاحظت أنها على وشك الإنتهاء، فقررت أن أُخبأها.
حتى لا يستعملها غيري، ولا تنتهي وتبقى لي مُدة أطول، وأستمتع بها كل صباح، وهذه مغامرات طفل.
الحوار بيني وبين أمي
- قالت أمي: أين الشكلاطة؟
- بدر: خبأتها.
- أمي: "ما نقصت صدقة من مال."
- بدر: لم أفهم؟
- أمي: هذا حديث رواه مسلم، عن أبي هُريرة: أَنَّ رسولَ اللَّه قَالَ:
"مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ".
- بدر: لم أفهم بعد؟
- أمي: سأحكي لك قصة لتفهم.
قصة البستان العجيب
كان هناك رجل يملك بستانًا، فيه من كل الثمرات كأنه جنة، وكان صاحب البستان كلما أثمر يترك الفقراء يأخذون ما يحتاجونه، ويبيع ما تبقى، وفي السنة الموالية يُثمر البستان الضعف.
تُوفي صاحب البستان وورثه أولاده، وقرروا أن يبيعوا كل المحصول، دون أن يُخرجوا حق الفقراء، واتفقوا أن لا يُعطوا الققراء أي محصول بعد هذه السنة.
نصحهم أحد إخوتهم بأن يُحافظوا على عادة أبيهم، لكنهم رفضوا بشدة وباعوا كل الغَلة، ولم يُعطوا للفقراء شيئًا.
ناموا وفي الصباح وجدوا البُستان مُحترقا، ليس فيه شيء سوى الرماد، وصاروا يبكون على خسارتهم بستانهم.
قرروا أن يتوبوا ويُعطوا للفقراء حقهم كما كان يفعل والدهم إن أعاد الله لهم بستانهم كما كان.
في الصباح التالي عاد البستان جنة كما كان وأكثر، فتعاهدوا أن يتركوا للفقراء حقهم كما كان يفعل والدهم.
تصرف بدر
قُلت: هذا بُستان عجيب، يختفي في ليلة، ويظهر في ليلة.
وقُمتُ وأحضرت الشُكلاطة ووضعتها فوق الطاولة، فقد فهمت معنى:
"ما نقصت صدقة من مال."
المغزى
الصدقة هي ما يبقى، وهي تزيد وتُبارك في المال، فتصدق بما تستطيع، بابتسامتك، بالكلمة الطيبة، بالمساعدة البسيطة، بالاستغفار، إن لم تستطع أن تتصدق بالمال.
بعض التصرفات تُدخل الفرحة لقلب الآخرين، رغم بساطتها.
تعليقات
إرسال تعليق